اختتام النسخة التاسعة من مهرجان نواكشوط للشعر العربي
اختتمت مساء اليوم الأربعاء 14 فبراير بقاعة الأنشطة في بيت الشعر-نواكشوط أمسية الحفل الختاميّ لفعاليات مهرجان “نواكشوط للشعر العربيّ” في دورته التاسعة الذي تواصل لمدة ثلاثة أيام متتالية << 12-13-14>> باستضافة حوالي عشرين شخصية أدبية من داخل البلاد وخارجها وسط حضور بارز وكبير تتنوع خلفيات ومشاربه، وقد تضمّن حفل الاختتام إنشادا شعريا لأربعة شعراء هم: إبراهيم توري من جمهورية السنغال وعثمان عمر لي والسالكة المختار، ومحمد محمود الساسي من موريتانيا، وقد أنعشت الأمسية الزهراء ماء العينين الإعلامية بالإذاعة الوطنية، مقدّمة لمحة موجزة عن مواكبة الشعراء في موريتانيا بواسطة بيت الشعر-نواكشوط لمثل هذه النشاطات البارزة برعاية صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى للإمارات العربية المتحدة.
وقد بدأت الإلقاءات مع عثمان بون عمر لي، وهو شاعر وأكاديمي موريتاني، حاصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ستراسبورغ (فرنسا)، وباحث في جامعة الملك عبدالله للعلزم التقنية بالمملكة العربية السعودية، نشرت له عدة بحوث في مجلات علمية متعددة، فائز بالعديد من الجوائز من أهمها: مسابقة رابطة الشعراء العرب المنظمة عن بعد والتي حصل فيها على المركز الثالث، المركز الأول في مسابقة اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين انواكشوط، وقد صدر له ديوانان: “كانتا رتقا” عن دار أوستن ماكولي بالشارقة، و”رسوم على الرمل” عن دار الأجنحة للطباعة والنشر بالسودان، يعمل حاليا أستاذا للفيزياء بجامعة نواكشوط التقنية، وقد ألقى من أجمل قصائده مفتتحا بنص “رسوم على الرمل”، و منه:
أيْقَظْتِنِي الآنَ كَيْ آسَى عَلَى قَدَرِي
وَجِئْتِ تَهْذِينَ فِي ثَوْبٍ مِنَ الدَّجَلِ
زَعَمْتِ أَنَّ يَدَيْ عَشْتَارَ أَبْرَدُ لِي
وَأَنَّ بَابِلَ فِي عَيْنَيْكِ لَمْ تَزَلِ
يَا ذَاتُ إِنْ تَتَمَنَّيْ هَتْكَ أَوْرِدَتِي
لِلرِّيحِ فَانْتَهَبِي الرُّؤْيَا عَلى عَجَلٍ
هَا قَدْ طَغَى المَاءُ
واجْتَاحَ النَّسيمُ يَدِي
فَأيُّ مُرتَفعٍ يُؤويكِ أَوْ جَبَل؟
تَنَفَّسَ اللَّيْلُ أَوْجَاعِي
فَأَيْقَظَهَا أَورَادَ وَجْدٍ
عَلَى أَحْضَانِ مُبْتَهِلٍ
وقد تلاه ثانيا إبراهيم توري وهو كاتب وشاعر من مواليد 1996 بدكار، حاصل على الباكلوريوس والماستر في علوم الدين بمؤسسة دار الحديث الحسنية التابعة لجامعة القرويين بالرباط -المغرب، يعدّ أطروحة دكتوراه في الفقه، ومدرّس للغة العربية لغير الناطقين بها، حاصل على عدّة جوائز شعرية أهمها المركز الخامس في الموسم العاشر من مسابقة أمير الشعراء، وقد نشرت له قصائد في مجلات ومواقع أدبية عالمية، عاكف على إصدار ديوانه الأوّل.
وقد تلا عدة قصائد كانت إحداها قصيدته “عالقا بين أسوار الظلال” :
مُنْذُ اخْضِرارِ اللَّوْنِ كانَ رَمادا
لَمْ يَتَّخِذْ إِلّا الظِّلالَ بِلادا
شَبَحًا أَتى عُرْسَ الْوُجوهِ
كَما أَتى في مَهْرَجانِ الضَّوْءِ
غَيْرَ مُنادى
يَنْسَلُّ مِنْ حَمَإِ الْمَعاني غَيْمَةً
ويَسيلُ في نَهْرِ الْمَجازِ مِدادا
فيما تلتهما ثالثا السالكة المختار السالم وهي شاعرة حاصلة على شهادة الليصانص من قسم التاريخ بجامعة انواكشوط، وشهادات إعلامية من مركز التدريب (شمعة) في نقابة الصحفيين الموريتانيين، مشتغلة بالعمل الصحفيّ والكتابيّ عموما، عضو اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين ،
وعضو اتحاد الإعلاميات الموريتانيات، وأمينة عامة لصالون مامون الأدبي، ونادي عروج الشعري.
عضو مجموعة سدنة الحرف الأدبية، شاركت في عدة مهرجانات داخلية وخارجية، ولديها ديوانان مطبوعان هما: “قطاف” صدر عن اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين و”مشاعر” صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ألقت من أعمالها عدة نصوص كان من ضمنها قصيدتها ” هدهدة ” :
نَمْ ياصغيري جائعا
تَقتاتُ مِن كلمات أُمّك
إنّها بك شاعِرة
نَمْ أيّها المحظوظ
مِثلُك لمْ تَعُد أمُّ تهدهِدُه
وليست حاضرَة
وعلى الذين تمزقت أحلامهم
منا السلام على القلوب الصابرة
فيما ألقى أخيرا محمد محمود الساسي وهو شاعر مولود 1989 بمدينة ازويرات، خريج قسم الأدب العربي بجامعة انواكشوط، عمل محررا ومدققا بمواقع وجرائد محلية وعربية، له مشاركات واسعة وحضور إعلامي بارز، صدر له ديوان “ترتيل النبض ” عن دائرة الثقافة بالشارقة في الإمارات العربية المتحدة 2023 ، وسيصدر له قريبا ديوان ” كما أوحت الزويرات ” ، يعمل حاليا مدرسا للغة العربية.
وقد تلا عدة نصوص شعرية كانت القضية الفلسطينية محورها، وقد قرأ من قصيده ” ترانيم الخرير ” :
لِيُعَانِقَ الأَشْيَاءَ فِي الأَشْيَاءِ
فِي القَلْبِ عَرَّاهَا مِنَ الأَسْمَاءِ
وَاجْتَازَ أَرْصِفَةَ الكَلامِ، لِيَقْتَفِي
أَحْلامَ أَفْلاطَون فِي الإِيحَاءِ
مِنْ مُعْجَمِ البُلْدَانِ حَثَّ خَيَالَهُ
نَأْيًا عَنِ الحَيَوَانِ وَالبُخُلاءِ
فِي خَطْوِهِ لَمْ يَصْطَحِبْ مِنْ ظِلِّهِ
فِي الأَرْضِ غَيْرَ تَفَلْسُفِ البُسَطَاءِ
فِي أَنَّ قَلْبَ الصَّخْرِ يُشْرِعُ نَبْضَهُ
إِنْ وَاصَلَ التَّقْبِيلَ ثَغْرُ المَاءِ
وأسدل الستار على وقائع مهرجان نواكشوط للشعر العربي في دورته التاسعة بكلمة ختامية لرئيس بيت الشعر-نواكشوط د. عبد الله السيد عبّر فيها عن جزيل شكره للقائمين على خدمة الثقافة العربية بحكومة الشارقة، وعظمة الرؤية الحضارية الهادفة التي تسعى بيوتات الشعر في ترسيخها ونشرها بين مختلف الأعراق والأمم إيمانا بالرسالة وإثراء للثقافة بتوجيهات من صاحب السمو الدكتور الشيخ سلطان القاسميّ حاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى، ملتقطا صورة جماعية تذكارية مع الشعراء والضيوف، لتلي ذلك وقائع توقيع ديوان “عناق الثلج والنار” الصادر عن دائرة الشارقة للعام 2024 للشاعر الأمين الطالب محمد، ثم استراحة قهوة وشاي ببهو بيت الشعر تخلّلتها لقاءات تعارفية وتوديعية بين مختلف الشعراء تبادلوا خلالها مع الجمهور الأعمال والمجلات
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.