الأخبارالمستعرض

استكشاف النفط والغاز في أفريقيا خلال 2024.. طفرة بقيادة مصر والجزائر

تتواصل عمليات استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، وسط مساعي دول القارة السمراء لتنمية مواردها الاقتصادية من خلال الاستغلال الأمثل لاحتياطياتها الطبيعية.

إذ أكدت غرفة الطاقة الأفريقية (إيه إي سي)، أن موارد الوقود الأحفوري في القارة السمراء ستؤدي دورًا حاسمًا في دعم البشرية، إذ تواصل أفريقيا رحلتها نحو التقدم التكنولوجي الهائل التالي في مجال الطاقة.

وعلى الرغم من أن بعض المحللين يرون أن الاكتشافات الحالية تحتوي على ما يكفي من النفط والغاز لتلبية الطلب العالمي في المستقبل المنظور، يشير آخرون إلى أن العرض المتبقي لن يفي بالغرض بعد ربع القرن المقبل، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ولكي تتمكن القارة السمراء من تحقيق إمكاناتها، التي لا يمكن إنكارها، بصفتها مصدر الطاقة التالي على كوكب الأرض، يجب الاستفادة من خلال استكشاف موارد النفط والغاز في أفريقيا، واستعمالها بطرق تقدم أكبر فائدة إلى الدول التي تمتلكها وإلى المشغلين الذين يستخرجونها والسوق نفسها.

الطاقة في أفريقيا

يتعيّن على الدول الأفريقية أن تعمل على تهيئة بيئات مواتية للأعمال تكون جذابة للاستثمار الأجنبي، وتؤدي إلى مفاوضات عادلة وجداول إنتاج سريعة، حسبما نشرته غرفة الطاقة الأفريقية (African Energy Chamber).

في المقابل، يجب على شركات الطاقة الدولية، التي تمتلك الوسائل اللازمة لإقامة البنية التحتية اللازمة لتطوير اكتشافات النفط والغاز في أفريقيا بصورة كاملة، وأن تلتزم بعلاقات طويلة الأمد وفرص عمل وخدمات هادفة للمجتمعات المضيفة.

قبل كل هذا، ولضمان أن يجني الأفارقة، وجميع أصحاب المصلحة المرتبطين بهم، الثمار التي تعد بها مواردها، يتعيّن على الدول الأفريقية أن تشهد عمليات استكشاف مكثفة ومستمرة.

مسؤول: صناعة النفط والغاز في أفريقيا تستورد 90% من معداتها
إلى جانب جذب المزيد من الاستثمار، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصادات المحلية، فإن استكشاف النفط والغاز في أفريقيا الناجح والاكتشافات الكبيرة تدعم عمليات الإنتاج الجارية حاليُا.

ومن أجل تأمين قطاع النفط والغاز في أفريقيا والحفاظ عليه، فضلًا عن مستقبل اقتصادي مزدهر للقارة السمراء، يجب على دول أفريقيا رصد الأنشطة الاستكشافية وتشجيعها في الداخل والخارج وفي جميع الأنحاء.

عامل في أحد مشروعات النفط والغاز الأفريقية- أرشيفية

نظرة متفائلة

تسلّط النتائج التي توصلت إليها غرفة الطاقة الأفريقية، وفق أحدث تقييم لصناعة الطاقة في القارة، الضوء على العديد من العوامل الرئيسة التي تنظر إليها غرفة الطاقة الأفريقية بتفاؤل.

ويتوقع تقرير غرفة الطاقة الأفريقية، الصادر حديثًا بعنوان “توقعات حالة الطاقة الأفريقية 2024″، أن عمليات استكشاف النفط والغاز في أفريقيا ستشهد قريبًا ارتفاعًا كبيرًا في وتيرة أعمالها، على الأقل في المستقبل القريب.

وبعد الاكتشافات الناجحة التي حقّقتها شركتا شل وتوتال إنرجي في حوض أورانج البحري جنوب ناميبيا في عام 2022 وأوائل عام 2023، زادت عمليات الاستكشاف الوطنية والإقليمية على الفور.

ويتمثّل الأمر الإيجابي الآخر في بقاء عدد مواقع الحفر المخطط لها ثابتًا نسبيًا لعامي 2024 و2025.

خطة مصرية لزيادة إنتاج حقل ظهر.. وحفر 45 بئرًا جديدة
وبالنظر إلى أن عدد الآبار لعام 2023 يبلغ 132 بئرًا، تتوقع غرفة الطاقة الأفريقية حفر 120 بئرًا جديدة في أفريقيا في عام 2024، و123 بئرًا جديدة في عام 2025.

ويمثّل الحفر البري الجزء الأكبر من هذا النشاط، إذ اختارت شركات النفط الوطنية والشركات الكبرى مواقع داخلية لنحو ثلثي إجمالي الآبار المخطط لها.

وستتقاسم الجزائر ومصر نسبة مماثلة منهذه العمليات، إذ ستستضيف هاتان الدولتان ما يقرب من ثلثي إجمالي عمليات الحفر البرية المخطط لها في هذا الإطار الزمني.

وسيجري إجراء أكثر من خُمس إجمالي عمليات الحفر المخطط لها في آبار المياه العميقة الأخرى، وأغلبها قبالة سواحل ناميبيا ونيجيريا ومصر.

الآبار عالية التأثير

بالإضافة إلى النظرة الإيجابية للمستقبل على المدى القصير، هناك عامل آخر يغطيه تقرير غرفة الطاقة الأفريقية لعام 2024، وهو النسبة الصحية لمواقع الاستكشاف التي يمكن تصنيفها على أنها آبار عالية التأثير.

وتعرف صناعة النفط والغاز الآبار عالية التأثير بأنها آبار ذات خصائص تلبي معيارًا واحدًا أو أكثر من قائمة مكونة من 5.

ويجب أن تكون مواقع الآبار عالية التأثير موجودة في الأحواض الحدودية أو الناشئة، ما يعني أنها يمكن أن تكون الآبار الأولى في المنطقة، أو ضمن الآبار الاستكشافية الأخرى التي لم تشهد الإنتاج بعد.

ويمكن أن تحصل البئر على تصنيف “بئر عالية التأثير” إذا كانت “فتحة التشغيل” أو البئر الأولى التي تستهدف بيئة جيولوجية محددة أو الاستكشاف في منطقة ناضجة أو حدودية.

اكتشافات الغاز في أفريقيا خلال 2023.. فرص واعدة للجزائر ومصر
بالإضافة إلى ذلك، سيحصل الموقع على حالة “بئر عالية التأثير” إذا كان نقطة محورية محددة للشركة التي تحفر فيه أو إذا كانت تقديرات ما قبل الحفر تشير إلى أن موارده ذات حجم كبير نسبيًا.

في الوقت الحاضر، تحيط كل من الآبار عالية التأثير النشطة والمرتقبة بالقارة الأفريقية عمليًا، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

عامل في أحد مشروعات النفط والغاز الأفريقية – أرشيفية

ويمثّل موقع شل في موريتانيا وبئر يونكر-1 البحرية في ناميبيا، وموقع إيني في مصر، وبئر رايا-1 البحرية التابعة لشركة إيني في موزمبيق، وبئر شركة النفط البحرية الوطنية الصينية (سينوك) في الغابون، بالإضافة إلى بئر توتال إنرجي فينوس-1 إيه؛ عينات للآبار عالية التأثير التي حُفرت حتى الآن في عام 2023.

وتنفذ شركات إيني وشل وتوتال إنرجي وإيكو أتلانتيك عمليات حفر أخرى مؤكدة للمدة المتبقية من عام 2023 في المغرب ومصر والكونغو وناميبيا على التوالي.

ومن المقرر أن يجري حفر 7 آبار عالية التأثير أخرى في عام 2024، وأن تشهد أفريقيا ما مجموعه 11 عملية استكشاف جديدة عالية التأثير تبدأ خلال الأشهر الـ15 المقبلة.

جولات تراخيص متنوعة

يتضمّن تقرير التوقعات، الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية، تفاصيل المؤشرات المشجعة التي نتجت عن جولات التراخيص لاستكشاف النفط والغاز في أفريقيا المقرر إجراؤها خلال الأرباع الـ5 المقبلة.

وفي توزيع متساوٍ نسبيًا عبر القارة، هناك ما مجموعه 177 مربّعًا منفصلًا في أفريقيا متاحة للترخيص، حسبما نشرته غرفة الطاقة الأفريقية (African Energy Chamber).

في الوقت الحاضر، هناك 48 منها قيد التقييم حاليًا، ومن المقرر طرح 56 أخرى في المزاد، وما يزال 73 متاحة للمزايدة، إذ يشير المحللون إلى أن الوقت وحده سيكشف عن مستوى الاهتمام الذي تولده هذه المربعات بين شركات النفط الدولية المهيأة ماليًا لاستكشافها وتطويرها، وأن حجمها وحده يمثل رقمًا واعدًا في الوقت الحالي.

نقلا عن منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى