طوفان الأقصى:
غزة تتعرض منذ السبت 7 أكتوبر 2023 لحملة تطهير وإبادة وحشية من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي دون استثناء مسجد أو مستشفى أو مدرسة أو منزل أو بناية سكنية، إنه انتقام من جيش تعداده تعداد يهود العالم وتسليحه ترسانة السلاح الأمريكية، وسنده الغرب بدون استثناء، وهم بذلك شركاء في الجريمة والإجرام.
طوفان الأقصى يوم السبت 7 أكتوبر 2023 بدأ مع إشراقة شمس ذلك اليوم الذي أمضى اليهود ليلته في عرس احتفالي بعيد العرش يعربدون ويسكرون ويرقصون ويغنون، وقبيل الصباح غلبهم النعاس جميعا.
مقاتلوا المقاومة الإسلامية الذين “قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون” دخلوا عليهم من حيث لا يشعرون على حين غرة من الجو والبر والبحر تقتيلا وشدا للوثاق وأسرا. الموتى بالآلاف والأسرى بالمئات والمصابون أضعاف ذلك كله وكان على رأس الأسرى المعتقلين جنرالات حرب من جيش يهود.
لقد انهار الجيش الذي لا يقهر في دقائق من ذلك الصباح وظل مشلولا والدولة معه، ذلك بأن العملية سبقتها عملية تشويش وتعطيل للمنظومة الالكترونية بدءا بالجدار الألكتروني الذي يفصل غزة عن المستعمرات المحيطة بها مرورا بقيادات المعسكرات والمستوطنات وأبراج المراقبة، ومجسات التنصت الأرضية.
إنها عملية نوعية قلبت قواعد وأسس المذهب العسكري المتعارف عليها رأسا على عقب، وستظل تدرس في المعاهد العسكرية عقودا من الزمن وتدون في بطون الكتب إلى الأبد.
للتذكير فإن عدد الأسرى الفلسطينيين يزيدون عن الخمسة آلاف من ضمنهم النساء والأطفال والشيوخ، بعضهم تجاوز الأربعين سنة في الزنازين.
الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين جاوز السبعين عاما وهو بإجماع القوانين الدولية احتلال غير شرعي لم تفلح معه القرارات الأممية إذ أنه نصب نفسه فوق القانون الدولي، وحينما يحاول الضحية رفع رأسه للتخلص منه يوصم بالظلم والإرهاب من قبل مجتمع يزعم أنه المجتمع الدولي، وما نشاهده من خلال الشاشات المرئية من تقتيل للأبرياء ومجازر دامية يرتكبها هذا الاحتلال على رؤوس الأشهاد يعجز الواصف عن وصفها.
أهل غزة على ثغر من ثغور الأمة يدافعون عن شرف الأمة وعن كرامة الأمة، يدافعون عن بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنطلق معراجه.
إنهم في رباط إلى يوم القيامة.
أهل غزة وأهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس من بين خيار أهل الأرض إيثارا وتضحية وإقداما وعزة نفس، بالمرابطة في سبيل الله والمصابرة على الشدة والجلد في تحمل المصائب والنكبات رغم تكالب الأعداء.
أهل غزة إخوتنا في الدم والدين والمصير، يتعرضون لحصار مشدد منذ عشرين عاما، والآن قطع عنهم الماء وقطعت الكهرباء ومنع الغذاء والدواء.
العدو المجرم لم يسلم منه المسعفون ولا الأطباء ولا الممرضون والممرضات ولا الرضع الخدج.
نـــــــــــــداء
يا شباب بلاد شنقيط من ذوي الخبرة في اختراق المواقع، أبناء بلد المليون مرابط.
يا شباب الأمة من ذوي الخبرة في اختراق المواقع، هذا يومكم، فرحم الله امرء أراهم منه اليوم قوة. المواقع الحيوية في دويلة الاحتلال دونكم.
أنظمة السيطرة والقيادة والتحكم في سلاح الجو والبحرية وأركن جيش العدو والقبة الحديدية والمخابرات وشبكات الاتصال والمواصلات وشركات المياه والكهرباء والصرف الصحي والموانئ والمطارات والجبهة الداخلية للعدو والاحتياط.
إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
اللهم أفرغ على أهل غزة وأهل فلسطين صبرا من عندك وثبت أقدامهم وسدد رميهم وأنصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم أرنا في اليهود ومن آزرهم وحالفهم وناصرهم عجائب قدرتك.
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية وأجعلهم لمن خلفهم آية.
انواكشوط بتاريخ 26 ربيع الأول 1445 هـ
الموافق 11 أكتوبر 2023م
محمد لحبيب سيدي محمد معزوز