فيديوهاتمقابلات

رئيس حزب “المسار”: الدولة تعاني مشكلة حكامة ومتفائلون بنتائج الانتخابات (مقابلة + فيديو)

قال رئيس حزب الوسط بالعمل من أجل التقدم “المسار” محمد محمود عمار، إن تشخيص حزبه لواقع موريتانيا أظهر أن الدولة تعاني من مشكلتين تتعلقان بالحكامة والأخلاق.

 

وأضاف ولد عمار خلال حديثه لبرنامج “حزبك في خمسة أسئلة”، والذي تعده وتبثه وكالة الأخبار المستقلة طيلة الحملة الانتخابية إن حزبه لديه من الموارد البشرية والقناعات ما يمكنه من المساهمة في تحسين الواقع المذكور، معربا عن تفاؤله إلى “أقصى درجة” بنتائج الانتخابات القادمة.

 

وقدم رئيس حزب المسار حزبه خلال الحلقة بأنه ثمرة قراءة وتشخيص للوضع السياسي الموريتاني، ويراعي تخندق جل الأحزاب إما “موالاة عمياء” عن الأخطاء أو “معارضة بكماء” عن المحاسن، فيما يعتمد حزب المسار – يقول ولد عمار- الوسطية منهجا في التعاطي وتموقعا سياسيا ومرجعية إسلامية.

 

وعبر رئيس حزب المسار خلال حديثه للبرنامج عن ارتياح حزبه لمجريات التحضير للانتخابات القادمة، مضيفا أن الحزب شارك بفعالية في حوار الداخلية والأحزاب، فيما دعا ولد عمار لإكمال ما بدئ بتنفيذه من بنود الاتفاق من أجل النجاح في تنظيم انتخابات شفافة.

 

وهذه هي الحلقة العشرون من حلقات هذا البرنامج الذي استضاف غالبية رؤساء الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات، ويهدف لتعريف الجمهور بالأحزاب السياسية من خلال حديث رؤسائها أو أمنائها العامين.

 

ويجيب الضيف خلال البرنامج على خمسة أسئلة موحدة، تم طرحها على كل الرؤساء، وهي:
– كيف تقدمون حزبكم للرأي العام الموريتاني؟
– ما هي معالم مشروعه المجتمعي وبرنامج الانتخابي؟
– كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
– ما هي خارطة ترشيحات حزبكم؟
– كيف تتوقعون نتائج حزبكم في الانتخابات؟

فإلى نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقدمون حزبكم للجمهور وللرأي العام الموريتاني؟
محمد محمود ولد عمار: شكرا، السلام عليكم ورحمة الله والصلاة والسلام على رسول الله، أشكركم على هذه الدعوة، وهي سانحة ستمكنني من الحديث للجمهور عن هذا الحزب الفتي، فهو آخر حزب يعترف به منذ 4 سنوات، ويدعى حزب الوسط بالعمل من أجل التقدم “المسار”.

إن هذا الحزب هو عبارة عن قراءة وتشخيص للوضع السياسي الموريتاني، ولأن أغلب الأحزاب الموجودة هنا هي متخندقة، إما موالاة عمياء، أم معارضة مصابة بالبكم، فمن هو في صف الموالاة إن أخطأ يبحث له عن عذر، ومن هو في المعارضة إن أصاب لا يكترث له.

ونحن نعتبر عم العمل بالمجال السياسي ليس هدفا في حد ذاته، أو التحزب من التحزب والتموقع، فالسياسة نرى أن لها هدفا ساميا وهو خدمة البلد والمواطن الموريتاني، بالتالي فإن هناك الكثير من الرجال والنساء مهمة بالنسبة لهم موريتانيا، والسياسة لا نعتبر أن لها هدفا إلا إذا مكنت موريتانيا من الخروج من الوضعية التي هي فيها الآن إلى بر الأمان.

إن تشخيصنا للوضعية الحالية، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الأخلاقية، هي أن البلد يعاني من مشكلة حكامة، فنحن شعب لا نتجاوز 5 ملايين نسمة، وهذا عدد قليل مقارنة بالشعوب من جولنا، كما أن البلد والحمد لله لديه الكثير من الموارد والخيرات، كما أن مشكلة قيم، وحين العودة لذلك، فإننا سنتجاوز الكثير من المشاكل.

فسنتجاوز إشكال وضع الإنسان غير المناسب في المكان غير المناسب، والتي يفوت بها فرصا على مستحقيها، ولا يتركها تقدم جديدا، فحين لا يكون المسؤول الأول على المستوى، لا يقبل بإفساح المجال للآخرين للكشف عن ضعفه، وبالتالي الخلل في التسير.
إن مشكلة موريتانيا في نظرنا أخلاقية أولا، كما أن هناك مشكل حكامة رشيدة، فحين نتجاوز هذه الإشكالات فإننا سنعبر، وأعتقد أن لدينا من الموارد البشرية ومن القناعات، ما يجعلنا نساهم بشكل نوعي، من خلال الوسطية التي ننهج، وكوننا حزب موريتانيا أولا وأخيرا.

والوسطية ننهجها كمسار سياسي وديني أيضا “وكذلك جعلناكم أمة وسطا”، فالوسطية هي أن يأمر الإنسان بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر.

الأخبار: ماهي معالم المشروع المجتمعي والبرنامج الانتخابي لحزبكم؟
محمد محمود ولد عمار: حين نرجع إلى المشاكل التي تعاني منها موريتانيا، نعتبر المشكلة الأساسية هي الوحدة الوطنية أساسا، ومن مشاكلنا الأساسية اليوم كما تعلمون كذلك التعليم، فموريتانيا من قبل كان طلابها يتميزون في الخارج، والجميع كان يعرف أن الموريتانيين موهوبون، وكانت السمعة أيضا جيدة.

فالموريتاني كان إذا طلب تأشيرة دولة أجنبية يلقاها بسهولة، لأن موريتانيا معروفة بالاستقامة والصلاح، اليوم انقلب كل شي، فالجميع يخشى الموريتانيين، ولا يفضلون التعامل معهم، لأن هناك شرذمة قليلة أفسدت السمعة التي كانت لدى الشناقطة، والموريتانيين بصفة عامة.

كما أن التعليم اليوم إذا زرتم الجامعات، ستجدون أن المستويات ضعيفة، وبالتالي فالدول والشعوب لا تنهض إلا بالتعليم، والسبب هو ما قيم به مما يسمى بالإصلاحات على مستوى التعليم، حيث لم نتوجه نحو الأهم، لم نبحث عن الوسيلة التي تمكننا من التقدم بالدولة، وانشغلنا بالتفاهات المتعلقة باللغة، وهذا اليوم أصبح متجاوزا لأن الترجمة متوفرة، والإنسان من المهم أن يكون متمسكا بهويته، ولكن أيضا يجب أن يكون منفتحا، ويتوقف عند القضايا غير المهمة، ويغلق بالتالي على نفسه الباب.

فنحن اليوم لا نهتم بالطريقة التي تمكننا من إنتاج علماء، وأن يكون هناك طب واقتصاد قوي، وإنما اهتمينا بلغة التدريس، ونتاج ذلك أننا لم ننتج أجيالا تتقن الفرنسية ولا العربية، وإنما “مذبذبين بين ذلك”.

إن أهم ما يجب أن نقوم به اليوم في نظرنا هو العودة للوحدة الوطنية، وأساس تلك الوحدة النظام التربوي والتعليم بصفة عامة، من أجل تسليح الموريتاني بأدوات عالم اليوم، كي يصبح أداة تغيير، وأداة فعالة للنجاح وللتنمية.

الأخبار: كيف ترون التحضيرات التي جرت للانتخابات الحالية؟
محمد محمود ولد عمار: شكرا، مبدئيا وكما قلت نحن حزب وسطي، ومنهجنا النقاش والانفتاح، وبالتالي حين ندعى لأي أمر يهم موريتانيا، فإننا نشارك فيه، وهذا ما جعلنا حين دعوتمونا، اعتبر الأمر شرفا لنا ووسيلة تمكننا من مخاطبة الجمهور.

وحين صدرت مبادرة الحوار من الحكومة، كنا أول من عبر عن تثمينها وتقديرها، وشاركنا فيها بصفة فعالة، وتفاعل الناشطون والأحزاب بإيجابية مع أدائنا، لأننا نعتقد أننا يجب أن نكون حزب اقتراح، فنحن لسنا مع أو ضد، وإنما ننطلق من أن الجميع يجب أن يقدم الأصلح، وأن الأصلح يجب البناء عليه، صادرا من أي كان، معارضة أو أغلبية.

وأعتقد أيضا أن الحوار كرس هذا الطرح، فخلال أشهر من الحوار، لم تكن هناك أغلبية ولا معارضة، وإنما كان هناك موريتانيون غيورين على مصلحة موريتانيا، ويبحثون عن حلول للمشاكل المطروحة، والحمد لله وفقنا الله في الحصول على ما نحن بصدده اليوم، وننشده وهو انتخابات شفافة، وهو أمر سيتحقق إذا نفذ ما اتفق عليه.

إن الروح التشاركية والانفتاح الذي طبع أجواء الحوار، يجب أن تتواصل، من أجل أن تتجسد المكتسبات على أرض الواقع بالتعاون بين مختلف الأطراف، اللجنة الانتخابية ووزارة الداخلية والأحزاب.

الأخبار: ما هي خارطة ترشحاتكم في الانتخابات الحالية؟
محمد محمود ولد عمار: شكرا، هذا الحزب وكما تعلمون لأول مرة يشارك في الانتخابات، وبالتالي فهو حزب فتي يتحلى بمستوى من الواقعية، مبدئيا لم نسع للانتشار بشكل كبير، لأن الهدف ليس تقديم لوائح من أجل تقديمها، خاصة كما تعلمون أن السياسة اليوم تتطلب الكثير من الوسائل والكثير من التحضير.

وبالتالي ركزنا على مناطق، نرى أنها تشكل 70 إلى 80 بالمائة من الموريتانيين، مع أن كل موريتانيا تهمنا، لأننا حزب موريتاني، ويهمنا أن يصل كل الموريتانيين، ولكننا في هذه المرحلة الأولى، ركزنا على نواكشوط، واترارزه، وداخلت نواذيبو، وغورغول، ولعصابة، والحوض الغربي، فهذه هي خارطتنا على مستوى الترشح للبلديات، والنيابيات.

الأخبار: ماهي توقعاتكم لنتائج حزبكم في هذا الاستحقاق؟
محمد محمود ولد عمار: نحن متفائلون إلى أقصى درجة، فكما تعلمون الحزب منبعه أصلا مدينة روصو، وإذا كنتم تذكرون ذلك، فإن من فازوا في انتخابات 2013 هناك وحصلوا على نائبين وعلى البلدية، هم من أسسوا هذا الحزب، وبالتالي نعتبر روصو قلعة محصنة للحزب، وسنؤكد ذلك إن شاء الله في الانتخابات.

وعلى مستوى نواكشوط أيضا، هناك حضور كبير للحزب، وتفاؤلنا كبير سواء على مستوى النيابيات أو البلديات، وكذلك الأمر في نواذيبو، وكوركل، والعصابة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى