رأي

هل خسرالوزير مِجَنَّهُ الذي يتَّقي به ؟/ محمد يحي الشرقي

بسبب ما يراه أنصاره طموحا مشروعا ونفوذا متزايدا،وصلت علاقة وزير التنمية الحيوانية-رئيس جماعة يدا بيد-بأحد أبرز قادة حلفه السياسي؛ الجنرال المتقاعد محمد ولد مكت،إلى نقطة اللاعودة، وخاصة بعد تنظيم الوزير مهرجانا في ألاك متزامنا مع مهرجان الجنرال في شكار، ولنفس الغرض،بالإضافة إلى دعوته لخصوم الجنرال المحليين،جماعة العقيد المتقاعد عبد الرحمن ببكر.

ويرى بعض أنصار الجنرال والمهتمين بالشأن المحلي في لبراكنة والعارفين بدهاليز السياسة والمطلعين على تفاصيل ماضي العلاقة بين الرجلين،أن الوزير كان مدينا للجنرال بالمواقف العظيمة التي لولاها لكان الوزير خارج السلم الوظيفي،أحرى أن يتدرج من موظف بسيط في الشركة الوطنية للماء،إلى أمين عام في عدة وزارات من بينها وزارة الداخلية،ثم عضو في الحكومة.

وبالمقابل يرى أنصار الوزير أن العلاقة الطيبة التي كانت تربط الرجلين كانت علاقة تعاون وتحالف ومصالح ومزايا متبادلة،وأن لكل ظرف تقديره وليس بالضرورة أن تبقى الموازين كما هي دون اعتبار المستجدات وتغيير المواقع .

ولعل انفصال منطقة مال بثقلها الانتخابي وتحولها من مركز إداري إلى مقاطعة وتركيز أحد قادة الحلف البارزين رجل مال القوي علي ولد عيسى- عضو المكتب التنفيذي المكلف بالإعلام بحزب الإنصاف، والمدير العام للشركة الموريتانية للبريد،ورئيس جماعة الإصلاح والتجديد- على سياسة المقاطعة الجديدة،وما نتج عن ذلك من تعادل جيو اجتماعي، عجل بخروج الخلاف إلى العلن، وبالطموحات الجيو اجتماعية إلى الواجهة .

ولئن كان الجنرال بسمعته الطيبة وعلاقاته الواسعة في المقاطعة وخارجها ما زال يمسك بالتمثيل البرلماني للمقاطعة،وقيادة مجلسين بلديين مهمين؛ مجلس بلدية شكار،ومجلس بلديةبوحديده،وبالمركز الثاني في المجلس الجهوي لولاية لبراكنة،وعدد من رؤساء فروع الحزب،مع توسع حلفه بدخول جماعة مصباح الخير بقيادة الشيخ عثمان الراجل الشيخ محمد،وكذلك محاولة تمدد الحلف على مستوى بلدية أغشوركيت،بالسعي الحثيث إلى مباركة المرجعية الدينية والاجتماعية والروحية الشيخ محمد القاظي ولد الشيخ محمد، مع التمكن من التحالف مع جماعة بوغبرة ذات الوزن الانتخابي المؤثرعلى مستوى بلدية اغشوركيت،في الوقت الذي لا يوجد لدى جناح الوزير أي تحالف على مستوى هذه البلدية،فإنه مما يحسب لزعيم جماعة حلف يدابيد وقوف رئيس قسم المقاطعة وفيدرالي الحزب معها،والحاضنة الاجتماعية للوزير بثقلها الروحي والديموغرافي،فضلا عما يقال عن حصوله على دعم رئيس جماعة الإصلاح والتجديد في مقاطعة مال،ذاك الدعم الذي قد يعوض الوزير عن خسارته لثقة الجنرال،وسيفتح له آفاقا،ويوفر له مِجنا،مثل ما وفرت ذلك له علاقته بالجنرال في سالف مسيرته السياسية.

يجدر التنبيه هنا إلى أن مقاطعة ألأك تتألف من أربع بلديات يحكمها حزب الإنصاف،تحسب اثنتان منها لتحالف الجنرال،وتحسب اثنتان على ما كان يعرف بتحالف الوزراء محمد عبد الله أداعه[الذي انضمت بعض جماعاته لحلف الجنرال] والمختار اجاي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيستطيع حلف وزير التنمية الحيوانية الحصول على مباركة جماعة الشيخ محمد القاظي،واستقطاب مجلسي بلديتي أغشوركيت وألاك،بالإضافة إلى الكفاءات الشبابية المتذمرة في حلف الجنرال،حتى يكون مؤهلا للمنافسة على ترشيحات الحزب ؟

ذلك ما ستجيب عنه الأيام القادمة بإذن الله.

محمد يحيى محمد الأمين الشرقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى